vendredi 25 mars 2022

بوتين في مواجهة النازيين الجدد

 


بوتين في مواجهة النازيين الجدد





     بقلم إيهاب الغربي




لعب الستراوسيون دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية منذ سنة 2014 إلى حد الآن،  تعتبر هذه الفرقة من أتباع ليو ستراوس  الفيلسوف الألماني  الشهير(1899 - 1973) . ارتكب  الستراوسيون عدة جرائم منذ نشأتهم قبل نصف قرن. فما هو تاريخ هذه الفرقة وما مدى تأثيرها في الحرب القائمة حاليا في أوكرانيا ؟

 

 

هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصراحة الستراوسيين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وقد وصف بوتين حكام كييف بزمرة من المخدرين والنيونازيين، وهو ما يقودنا إلى الدور الذي لعبه أتباع ليو ستراوس في إنقلاب 2014 الذي أتى بالنازيين الجدد إلى الحكم.

 

  قام الفيلسوف ليو ستراوس، وهو ألماني من أصل يهودي سافر إلى الولايات المتحدة مع صعود النازية في ألمانيا بإنشاء فرقة صغيرة من التلاميذ الأوفياء . فسر ستراوس لتلاميذه أن الوسيلة الوحيدة لحماية اليهود من إبادة جديدة هي تكوينهم لدكتاتورية تابعة لهم.

 

 قام الستراوسيون بتشكيل فريق سياسي سنة 1972 تكون من  إليوت أبرامز، ريتشارد بيرل، و بول ولفويتز وهم من أتباع النائب الديمقراطي هنري جاكسون. وقد تعاملت هذه الفرقة مع مجموعة من الصحافيين التروتسكيين اليهود، وقد كانت المجموعتين على إتصال وثيق بوكالة الاستخبارات المركزيّة"C.I.A". تزوج الستراوسيون من بعضهم البعض وكونوا مجموعة تضم حوالي مائة شخص. 

 

 

خلال فترة حكم باراك أوباما، تواجد الستراوسيون ضمن مكتب نائب الرئيس جو بايدن.  لعب مُستشار بايدن في شؤون الأمن القومي جايكوب سوليفان دوراً اساسياً في حروب "الربيع العربي" وخاصة في ليبيا وسوريا، كما ركز أحد مُستشاريه أنطوني بلينكن  على أفغانستان، باكستان، وإيران.

 

 

قام الستراوسيون بتنظيم انقلاب على النظام في كييف سنة 2014، وقد لعب جو بايدن و فيكتوريا نولاند دورا رئيسيا في تنصيب النازيين الجدد في الحكم. لقد سعت حكومة يانوكوفيتش الوسطية في أوكرانيا خلال فترة حكمها الممتدة من 2010 حتئ 2014   إلى لعب دور وسطي لأوكرانيا  بين جارتها روسيا والولايات المتحدة. لكن واشنطن و بضغط من الستراوسيين  بزعامة فيكتوريا نولاند قادت انقلابا على النظام الأوكراني الشرعي لتنصيب النازيين الجدد في الحكم.

 

لعبت الولايات المتحدة دورا محوريا في إعادة النازيين إلى المشهد السياسي فعلى سبيل المثال  فيرنر فون براون، العالم الألماني النّازي الّذي أصبح مدير الناسا بالإضافة إلى  مستشار أدولف هتلر الخاصّ لشؤون النّظام الجديد في أوروبا  والتر هالشتاين الذي أصبح أوّل رئيس للمفوّضية الأوروبية. كما عملت شخصيات نازية كبيرة مثل كلاوس باربي ،الذي شارك في اغتيال تشي غيفارا،لحساب وكالة الاستخبارات المركزية"CIA".

 

إستخدمت " السي آي إيه"  النازيين خلال فترة الحرب الباردة، وقد اعتمدهم الرئيس رونالد ريغن لمضايقة الإتحاد السوفياتي ، لذلك كان من المنطقي أن تنظم السي آي إيه سنة 2007  مؤتمراً يجمع النّيونازيّين الأوروبيّين والجهاديّين الشّرق أوسطيّين المُعادين لروسيا. ترأّس النّازي الأوكراني دميترو ياروش والأمير الشّيشاني دوكو اوماروف المُؤتمر، كما حارب النازيون الجدد والجهاديون سويا في سبيل إقامة إمارة إتشكيريا الإسلامية عوض  الجمهورية الشّيشانيّة.

 

قام الناتو سنة 2013 بتدريب رجال ديمتري ياروش في فن قتال الشوارع في بولندا،ليتم إثر ذلك تجييشهم في عملية الانقلاب التي قادتها الستراوسية فيكتوريا نولاند  في أوكرانيا سنة 2014 ، والذي تم إثره تنصيب النازيين الجدد في الحكم.

 

دفع تواجد خمسة وزراء نازيّين في الحكومة الانتقالية منطقتَي دونيتسك ولوغانسك إلى تنظيم استفتاءين أدّيا إلى إعلان استقلالَيهما. إنتشرت الفصائل  النازية  على حدود الجمهوريّتَين الشّعبيّتَين الجديدَتَين ضمن وحدات عسكرية، موّل هذه الفصائل النّيونازيّة عرّاب المافيا المحلّيّة إيغور كولومويسكي.

 

قام كولومويسكي بصناعة رجل سياسي جديد عبر إخراج برنامج تلفزيوني "خادم الشّعب" كان الممثّل الرّئيسي فيه اسمه فولوديميرزيلنسكي .عندما انتخب هذا الأخير رئيسا تزامنا مع عودة الستراوسيين إلى الحكم في البيت الأبيض بعد إنتخاب بايدن رئيسا، تم إحياء ذكرى ستيبان بانديرا  قائد المُتعاونين مع النّازيّين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد تبنى زيلنسكي فكرة بانديرا الذي يرى أن الشعب الأوكراني هو بالأساس من أصل جرماني، وهو ما يعني استبعاد السلاف الأوكرانيين و إعتبارهم أقل شأنا من الجرمان. كما لعب الستراوسيون دورا مهما في التمييز بين الجنسين الجرماني والسلافي في أوكرانيا.

 

ارتكبت الفصائل النازية خلال سبعة سنوات جرائم مروعة في حق سكان الدونباس دون أن يحرك الغرب ساكنا رغم دعوة بوتين المتكررة للعودة إلى اتفاقية مينسك دون جدوى. كما عين زيلنسكي دميترو ياروش مستشاراً خاصّاً لقائد الجيوش فاليري زالوزنيه  بطلب من فيكتوريا نولاند. 

 

 

أعاد ياروش تنظيم النّيونازيّين، فكوّن منهم فرقتَين وعدّة مجموعات مُرابِطة في داخل المُدُن. أعطى ياروش الأمر بإطلاق هجومٍ واسعٍ ضدّ منطقة الدونباس وهو ما جر روسيا إلى التدخل عسكريا لحماية سكان الدونباس من النازيين.

 

نصب الستراوسيون النازيين الجدد في الحكم في أوكرانيا بهدف محاصرة بوتين ، لكن روسيا كقوة عظمى لا يمكن أن تصمت عن استفزازات حلف الناتو لها والرد المناسب للغرب لا يمكن إلا أن يكون عسكريا.


jeudi 25 juin 2020

يهود الدونمة





يهود الدونمة

Aucune description de photo disponible.

بقلم إيهاب الغربي

إن الإخوان المسلمين يشبهون إلى حد كبير  يهود الدونمة  ايام العثمانيين وهم طائفة من اليهود التابعين لسباتاي زيفي الذي ادعى أنه المسيح المنتظر عند اليهود في عهد السلطان العثماني محمد الرابع .ولما عظم شأن هذا اليهودي المزعوم في ازمير مكان دعوته وكثر اتباعه وصار يعدهم بامبراطورية يهودية سجنه محمد الرابع ثم دعاه واستفسره عن معجزته فأنكر نبوته و أعلن سبتاي إسلامه خوفا من بطش السلطان به، و ثار على قومه الذين اتهمهم بإبهامه بالنبوة و أضحى هؤلاء اليهود يتظاهرون  بالإسلام ولكنهم يبطنون اليهودية ، لذلك سموا بالدونمة  أي التظاهر بشيء وإبطان نقيضه.

وهذا الوصف ينطبق تماما على اصدقائنا  الإخوان  فهم يتظاهرون بالإسلام لخدمة اعداء الاسلام ولهم نبي إسمه حسن البنا سلك نفس منهج سباتاي في اظهار قدسيته مدعيا أنه منقذ الأمة من الفساد بعد ضياع الخلافة فاضحى يهيئ   لنفسه و لإخوانه الطريق القويم لاسترجاع الخلافة المنشودة بنشر تعاليم الدين وتكفير كل من يخالف هذا الدين و محاربة المرتدين عن الرسول حسن البنا.

ولولا معرفة المسلمين بأن محمد هو آخر المرسلين لادعى الإخوان  أن حسن البنا رسول الله وعلى كل فهو لم يتوانى في تكفير كل من عارضه من علماء الأزهر وسبقه في العلم. كما عاث هذا المنافق فسادا وكشف عن وجهه الحقيقي بخدمته لمشروع الدولة الصهيونية من خلال تشجيعه على هجرة اليهود إلى فلسطين وارتكابه لجرائم لا تحصى ولا تعد فتم حل الجماعة.

وقد قال نبي الإخوان في اتباعه الموقوفين في السجون هم ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين.قال فيهم هذا القول بعد أن اتبعوا رسالته الماسونية وقتلوا ما قتلوا ودمروا ما دمروا في سبيل نبيهم.ومنطق الاخوان وسياستهم  تتشابه إلى حد كبير مع اليهود فهم يقولون ما لا يفعلون ويضمرون ما لايظهرون،  وأرجو  أن لا يكون مصير أتباع راشد الغنوشي في تونس هو نفس مصير أتباع حسن البنا  فيصبحون ليسوا بإخوان ولا بمسلمين فالعبرة  لمن يعتبر ومن يريد نبيا يتبع فإن محمد هو خاتم الأنبياء.

mardi 2 juillet 2019

المنتخب التونسي إلى أين؟


المنتخب التونسي إلى أين؟

Résultat de recherche d'images pour "‫وديع الجريء وحمدي المدب‬‎"

بقلم إيهاب الغربي



كنا نأمل كتونسيين  أن نرى منتخبنا يتحسن ويظهر بشكل مختلف في "كان" مصر بعد مهزلة المونديال الروسي التي تسبب فيها المدرب نبيل معلول ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء.



إلا أن دار لقمان ظلت على حالها فالسيد وديع الجريء الذي أتى بفوزي البنزرتي بديلا لمعلول سخر منا ومن الرجل، فرغم إنتصار البنزرتي بعلامة امتياز في مبارياته الاولى على رأس المنتخب الا ان السيد الجريء قرر إقالته متعللا بأن علاقة البنزرتي باللاعبين متوترة وأنه لا يمكن لفوزي أن يواصل تدريب المنتخب التونسي.


ليتبين فيما بعد إن السبب الحقيقي الذي جعل الجريء يقيل البنزرتي هو عدم امتثال الأخير لأوامره مثلما كان الحال مع نبيل معلول و كاسبرجاك، حيث كان الجريء يختار التشكيلة بنفسه ويتدخل  جليا في الصلاحيات الفنية لمدرب المنتخب وأن تعيين البنزرتي مدربا كان إرضاء للشارع الرياضي التونسي الغاضب إثر خيبة المونديال الروسي.


فيما بعد تم إختيار الفني الفرنسي آلان  جيراس بديلا للبنزرتي، وقد بان  في"كان" مصر بالكاشف أن  جيراس ليس سوى خاتم في إصبع وديع الجريء. فعدم استدعاء لاعب في القيمة الفنية لعلي المعلول نجم الأهلي المصري وفرض يوسف المساكني أساسيا رغم تدني مستواه بشكل ملحوظ منذ إصابته في الأربطة المتقاطعة، بالإضافة إلى إقصاء اللاعب الواعد بسام  الصرارفي دليل قاطع على أن الجريء هو من يدرب المنتخب. 



فوزي البنزرتي كان رجلا حقيقيا وواجه الجريء بكل جرأة فكان مصيره الطرد فلا يمكن لمدرب مرفوض من  الساهرين على حديقة الترجي المتحالفين مع رئيس الجامعة أن يكون مدربا للمنتخب. مسؤولوا الترجي الذين كانوا سببا رئيسيا في خراب الكرة التونسية منذ عهد سليم شيبوب وصولا الى زمن حمدي المدب الرجل الذي يهابه الجميع مثلما كانوا يهابون شيبوب قبله.  إدارة الترجي التي كانت وراء فضيحة نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية، فضيحة شاهدها العالم بأسره وستبقى وصمة عار في جبين الكرة التونسية.



لا يمكن أن يستعيد المنتخب التونسي بريقه في ظل وجود أشخاص يعيقون تقدم الكرة والرياضة التونسية مثل وديع الجريء وحمدي المدب  وسليم شيبوب وطارق بوشماوي، فلا بد للدولة التونسية أن تتخذ إجراءات صارمة تجاه هؤلاء الأشخاص والا فان حال المنتخب التونسي والكرة التونسية سيكون من سيء الى أسوأ.

mercredi 6 février 2019

شكري بلعيد ضحية الصراع التاريخي بين اليساروالإخوان


شكري بلعيد ضحية  الصراع التاريخي بين اليساروالإخوان
Résultat de recherche d'images pour "‫شكري بلعيد‬‎"







بقلم إيهاب الغربي

لقد أصاب إغتيال شكري بلعيد الشعب التونسي بصدمة جعلته يعي خطورة الانقسام السياسي الذي تحول من الركن الضيق للجامعة منذ الاستقلال إلى يوم 14 جانفي ليتطور إلى إنقسام يغطي كامل التراب التونسي ليتسرب من النخبة إلى الشعب.حادثة الإغتيال السياسي لزعيم اليسار ليست سوى محصلة الصراع   التاريخي الحاد الذي طبع العلاقة المتأزمة بين الإخوان واليسار في العالم العربي وفي تونس فكيف ذلك ؟


كان تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1928 مرتبطا بفكرة إحياء مشروع الخلافة الذي  تبع سقوط العثمانيين وإلغاء أتاتورك لنظام الخلافة و نبذه للدين ودعوته إلى علمنة الدولة على الطراز الأوروبي. أثارت الخطوات التي قام بها أتاتورك لإستئصال الدين من الدولة سخط شيوخ الأزهر والمؤسسات الإسلامية في مصر، وهو ما جعل تلميذ المصلح الاسلامي محمد عبده الشيخ رشيد رضا يتجه إلى دعم مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز من أجل إعادة إحياء الخلافة الإسلامية. خاصة أن داعمي الثورة العربية ضد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى كانوا يطمحون إلى إنتزاع الخلافة من تركيا الفتاة العلمانية ،وإعادتها إلى العرب وليس القضاء عليها.في هذه الأجواء ، بزغ نجم حسن البنا إلى المشهد المصري ليتزعم هذا المشروع، ويسعى إلى منافسة عبد العزيز في السعودية و الملك فيصل في العراق إضافة  إلى الملك عبد الله في الأردن من أجل إستعادة الخلافة من. جديد.
  


وقد سعى البنا و إخوانه إلى  إقناع الملك فؤاد ثم فاروق للتوجه نحو إنتزاع الخلافة لمصر.لكن تنظيم الإخوان لم يكن تنظيما تقليديا بل إنه تنظيم محكم إلى درجة تجعل المدقق يشك في كون البنا قد تلقى دعما خارجيا في بناء جماعته خاصة وأن التطابق رهيب بين التنظيم الهيكلي للإخوان والتنظيم الهيكلي للتنظيمات الماسونية .فجماعة  البنا تتركب من ( محب – عضو – أسرة – شعبة – محافظة – المرشد ) فيما يتكون التنظيم الماسوني من( محب – عضو – معلم – أستاذ – محافظ – قوس أعظم )،ونلاحظ أن المرشد يأخذ مكان القوس الأعظم عند الماسونيين.كما أن طموح العرب للخلافة لم يكن بريئا بل كان بتحريض من التنظيمات الماسونية و بريطانيا وفرنسا منذ أواسط القرن 19 من أجل اقتسام التركة العثمانية وخلق إنقسام بين العرب والترك أدى إلى ثورة العرب التي عجلت بسقوط الخلافة الاسلامية وساعدت على هجرة اليهود إلى فلسطين خاصة أن وجود نظام الخلافة الإسلامي كان  عائقا أمام الصهاينة الإنجليز واليهود الذين يسعون  للسيطرة على الذهب الأسود في الشرق الأوسط.  



استغلت بريطانيا واليهود التيارات الإسلامية المتطرفة من أجل محاربة الاصلاحيين المسلمين أمثال الأفغاني ومحمد عبده و الشريف حسين قائد الثورة العربية، وأحدثت شرخا بين هؤلاء والقوميين خاصة أن التيار القومي قبل سقوط الخلافة في العشرينات لم يكن يميز بين الإسلام والقومية.ولم يكن ذلك صدفة بل كان تخطيطا محكما من البريطانيين الذين تحالفوا مع آل سعود الوهابيين ،ونصبوا عبد العزيز ملكا للقضاء على الشريف الحسين الذي كان يحمل مشروعا قوميا ممزوجا بإسلام تحديثي يتناقض تماما مع تطرف آل سعود وابن عبد الوهاب.

كما أن الدعم الذي تلقاه حسن البنا من شركة قناة السويس في تمويل جماعته والذي تتابع بدعم من عبد العزيز من خلال تمويل السعودية إلى حركة الإخوان في الثلاثينات من القرن الماضي لم يكن سوى بتعليمات بريطانية من أجل تغذية فكرة الإسلام المتطرف في مصر،والذي يتيح لبريطانيا محاربة حزب الوفد والسعديين وحركة مصر الفتاة التي تعتبر نواة الحركة القومية المصرية خاصة أن هذه الأحزاب كانت تدعو لاستقلال مصر .


في أواخر الثلاثينات شرع حسن البنا في تكوين جهازه السري المستوحى من تنظيم الجوالة الذي كان يستعمل لقمع معارضي الإخوان وهو تنظيم مستوحى من الانظمة الفاشية والنازية التي كانت تحكم إيطاليا وألمانيا وإسبانيا حينها.

قامت بريطانيا سنة  1942 بتمويل الإخوان المسلمين مباشرة في وقت اشتداد معارك الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور، وذلك لسحب الدعم الديني الذي كان يقدمه الإخوان لهتلر بإعتبار أن البنا كان حليفا لفاروق   الذي دعم هتلر في السر والعلن ضد الإنجليز .كما ساهم تهديد الإنجليز لفاروق بنزعه عن العرش إذا ما واصل دعمه للألمان في ميل البنا إلى كفة السفارة البريطانية على حساب فاروق ،وهو ما جعل تنظيم الإخوان يتحول من مرحلة الصدام مع العرش بدعم من بريطانيا إلى مرحلة  الإغتيالات السياسية لزعزعة إستقرار عرش فاروق.

ليبدأ مسلسل إغتيالات التنظيم السري من 1945 إلى   1948 حصد نخبة من مشاهير السياسة المصرية أمثال أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي الذي نادى بالاستقلال الذي عارضه الاخوان ،وباركوا بقاء الانجليز في مصر بدعمهم لحكومة صدقي باشا العميلة لبريطانيا ضد الإستقلال.كما أن الإخوان ضغطوا على حكومة النقراشي بإيعاز من بريطانيا لدخول حرب 1948 التي كانت حربا صورية ،خاصة أن الجيش المصري ضعيف حينها والجيوش العربية الأخرى كانت عميلة للأمريكان وكانت مشاركة الجيش المصري إستنزافا لقدرات هذا الجيش حتى تجد بريطانيا ذريعة لبقائها في قناة السويس بتعلة حماية مصالحها وبالتالي عدم منح مصر إستقلالها .

إذن فقد كانت حرب 48 مؤامرة بريطانية إخوانية من أجل منع الدول العربية من التفكير في التحرر من سلطة الاستعمار وإحباط شعوب هذه الأمة من خلال حرب متفق على نتيجتها بين ملوك العرب العملاء و البنا وبريطانيا، بإستثناء فاروق الذي غرر به في دخول هذه الحرب المزيفة رغم معرفته بنتيجتها مسبقا.خيانة الإخوان دفعت بالنقراشي إلى حل جماعة البنا واعتقال أعضائها خاصة بعد إكتشاف حقيقة الجهاز السري ،الذي كان وراء كل عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي روعت مصر طوال الأربعينيات.

لكن هذا لم يمنع الإخوان بدعم بريطاني من تصفية النقراشي الرجل الوطني الذي لم يهادن بريطانيا، ولم يتنازل عن المطالبة بالإستقلال .غير أن نفاق البنا لم يكن له حدود وهو الذي نفى صلته بتنظيم الجهاز السري وهذا ما قال البنا في رفاق دربه الذين دفعوا حياتهم إرضاء لمرشدهم المجرم : »وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب أن أعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين ». وهذا الإعلان هو هوية الاخوان المسلمين الحقيقية فهم ليسوا  سوى مخاوزين منافقين ينقلبون على صديق اليوم و يتحالفون مع عدو الأمس حسب مصالحهم الذاتية لا الوطنية أو القومية.


ويستمر مسلسل عمالة الإخوان للغرب ، من خلال تحالف خفي بينهم وبين الانجليز سعيا لإسقاط نظام عبد الناصرالذي عادى بريطانيا ودعا إلى تأميم قناة السويس فحاول الإخوان تصفيته في 54 ،كما تعاونوا مع السعودية من أجل محاربة المشروع الناصري الذي سعى إلى توحيد الأمة العربية وتأميم إقتصاد الأقطار العربية .وقد لعبت أمريكا وبريطانيا دورا كبيرا من خلال تبنيها لقيادات الإخوان في المهجر وتمكينهم من بسط أفكارهم المتطرفة في كامل أرجاء العالم .وفاة عبد الناصر كانت  الشعلة التي أطلقت الصراعات الإيديولوجية في العالم العربي خاصة في ظل تراجع سطوة القوميين على اليسار وتبني السادات عميل الأمريكان للإخوان من أجل محاربة الاتحاد السوفياتي ،فبدأ عصر الصراع اليساري الإسلامي في مصر والعالم العربي.

كان تبني السادات لسياسة الانفتاح الاقتصادي وإقتصاد السوق مناقضا لسياسة عبد الناصر الاشتراكية، وإعتماد  إقتصاد التخطيط المركزي وهو ما جعل اليسار المصري الذي واجه عبد الناصر في الستينات يدعم التوجه القومي لعبدالناصر وقد تجسد ذلك من خلال إنضمام الحزب الشيوعي المصري إلى الإتحاد الإشتراكي العربي، وهي فترة عرفت تحالف اليسار مع القوميين.لكن قدوم السادات الليبرالي الإخواني إلى السلطة جعل الصراع يبلغ ذروته بين اليسار والإخوان، ويعود أصل هذا الخلاف إلى إنتماء اليسار إلى المعسكر السوفياتي فيما ينتمي الإخوان إلى المعسكر الليبرالي.

في تونس ،شهدت فترة السبعينيات نفس السيناريو المصري حيث أدى التحول من النموذج الإشتراكي في الستينات في عهد الزعيم النقابي أحمد بن صالح إلى النموذج الليبرالي في عهد الهادي نويرة في السبعينات إلى صدام بين اليسار التونسي المدعوم من الإتحاد التونسي للشغل و بورقيبة الذي إختار النموذج الليبرالي وإتجه إلى الخوصصة بدلا من التخطيط المركزي .في هذه  الفترة طفت على الساحة التونسية جماعة تدعى بالجماعة الإسلامية ،والتي كانت مدعومة من الإخوان في مصر ومن بورقيبة في الداخل ،وشرعت في محاربة اليساريين وتكفيرهم خدمة لبورقيبة وفتحت أمام زعمائها المنابر والصحف من أجل تشويه اليسار.

كما أن تأثير المعسكر الأمريكي كان وراء دعم كل من السادات و بورقيبة للإخوان في تونس ومصر، وهو ما جعل المجتمعات العربية تتأثر بهذا الخطاب المتطرف الذي شوه التاريخ النضالي لليساريين في العالم العربي وحولهم إلى ملحدين وجب القضاء عليهم. لتأتي أحداث 78 السنة التي أعلن فيها الاتحاد العام التونسي للشغل الإضراب العام وهو ما جعل بورقيبة يضرب بيد من حديد ضد اليسار في تونس.وأدى غياب اليسار في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، إلى اكتساح الإخوان للساحة في العالم العربي بتعلة محاربة الكفار في أفغانستان .


وقد تحول الصراع من نظام ضد اليسار في السبعينات إلى نظام ضد الإخوان  في الثمانينات.فطمع الإسلاميين في السلطة في تونس أدى إلى تكوين حركة الإتجاه الإسلامي، التي حولت الجماعة الاسلامية إلى حركة الاتجاه الإسلامي التي تسعى إلى الحكم في بداية الثمانينات. وكان على رأسها راشد الغنوشي الذي تأثر بثورة الخميني في إيران وشرع في تجييش أتباعه ضد نظام بورقيبة.ثم بارك إنقلاب بن علي الذي أنقذه من الإعدام . كما حاول راشد الغنوشي من خلال عمليات منظمة في بداية التسعينات، قلب نظام بن علي ومساندة جبهة الإنقاذ الجزائري التي دخلت في صراع دام مع النظام في الجزائر.


قام بن علي بحملة شعواء ضد عناصر حركة النهضة وريثة الإتجاه الإسلامي في بداية التسعينات مما أكسب إخوان تونس شعبية جارفة جعلتهم يكتسحون المشهد السياسي في تونس وهو ما أدى إلى تهميش دور اليسار. لكن صعود الإسلاميين إلى السلطة بعد14  جانفي2011 جعل قوى اليسار تتوحد وتؤسس الجبهة الشعبية، وقد لعب شكري بلعيد دورا رياديا صلب هذه الجبهة وكان من أشد المعارضين لسياسة الترويكا والنهضة تحديدا وهو ما أدى إلى إغتياله.


لم يسكت إغتيال شكري بلعيد الأصوات المعارضة لحكم الإخوان حيث  إزداد اليسار قوة وشعبية أكثر فأكثر، بل لعل إغتيال بلعيد خدم الجبهة الشعبية  أكثر مما أضعفها.

mercredi 30 janvier 2019

الجهاز السري عند الإخوان المسلمين



الجهاز السري عند الإخوان المسلمين




Résultat de recherche d'images pour "‫الجهاز السري عند الإخوان المسلمين‬‎"





بقلم إيهاب الغربي


يعتبر الجهاز السري من تقاليد التنظيمات الإخوانية التي تسعى إلى تكريس هيمنتها وسطوتها سياسيا  من خلال إستخدام هذا الجهاز الذي استلهمه الإخوان من التنظيمات الفاشية والنازية.
     

كانت غاية مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر حسن البنا من إنشاء الجهاز السري هي تنظيم الشباب المتدين المتحمس لأفكار الجماعة سريا في شكل ميليشيات عسكرية.وكان صاحب فكرة مليشيات الاخوان ذوي القمصان السوداء  ضابط سابق بالجيش المصري اسمه محمود لبيب الذي استعان ببعض الضباط الألمان في البداية حتى اشرف على النظام السري صالح عشماوي. النظام السري تشكل بعد ذلك على أساس الخلايا والمجموعات، حيث كل خلية تتكون من خمسة أشخاص ويرأسها عضو لا يتصل الا بهم و لكل عشرة من رؤساء الخلايا مجموعة يرأسها عضو لا يتصل الا بهم وهذه المجموعة لها مسؤول آخر بمعنى ان هذا الجهاز يتدرج هرميا حتى يصل الي الرئيس الفعلي للجهاز المجهول من خلاياه .



وقد ترأس الجهازالسري لجماعة الإخوان المسلمين بعد صالح عشماوي كل من عبد الرحمان السندي حتى عهد المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي ليخلفه صلاح شادي ثم يوسف طلعت. ارتكب الجهاز السري جرائم فضيعة في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي حيث تم إغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر سنة 1945 عن طريق شاب إخواني يدعى محمود العيسوى، تتلوها جريمة اغتيال القاضي أحمد بك الخازندار سنة 1948 لتتوالى الانفجارات التي تسبب فيها الجهاز السري للإخوان في نفس السنة وصولا إلى إغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء في 28 ديسمبر 1948 خاصة بعد إصدار النقراشي قرارا بحل الجماعة وهو ما جعل البنا يأمر بتصفيته. حادثة إغتيال قال إثرها البنا عن إخوانه"هم ليسوا بإخوان ولا بمسلمين".قال هذه المقولة عن جهاز أنشأه هو بنفسه لمثل تلك المهمات القذرة.


جهاز سري التهم نفسه بنفسه بعد أن شرب من دماء الخصوم فعندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسؤولا عن الجهاز الخاص بدلا من عبد الرحمن السندي قرر الأخير اغتيال أخيه في الدعوة الذي جاء ليزيحه عن مكانه‏ فأرسل إليه علبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف‏،‏ وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه ومعه شقيقه فأردته قتيلا في الحال‏ وأسقطت جدار الشقة.


لم تتوقف جرائم الجهاز السري للإخوان المسلمين في مصر عند هذا الحد فقد استمرت جرائمهم في الخمسينات إذ حاول الإخوان اغتيال جمال عبد الناصر في ما يعرف بحادثة المنشية سنة 1954 ، حيث وصل الإخوان إلى طريق مسدود مع عبد الناصر وكانوا قد أعادوا تنظيم الجهاز السري آنذاك، ففي يوم‏1954-2-26‏ وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف الرئيس عبد الناصر يلقي خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية‏ .وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف أحد قيادات التنظيم السري لجماعة الإخوان ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدى باتجاه الرئيس ليصاب شخصان وينجو عبد الناصر‏.




كما سعى القيادي والمفكر الإخواني الكبير سيد قطب في الستينات إلى قلب نظام عبد الناصر ففي سنة  1965 قامت جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم نفسها تنظيما مسلحا بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسؤولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد‏ هادفة من وراء ذلك الاستيلاء علي الحكم بالقوة‏، وأن التنظيم يشمل جميع مناطق الجمهورية يتزعمه سيد قطب وهو ما أجبر عبد الناصر على إعدام سيد قطب وستة من زملائه.


في تونس، عرضت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي, خلال مؤتمر صحفي عقدته يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2018, بالوثائق والأسماء معطيات خطيرة جدا عن التنظيم الأمني السرّي الخاص بحركة النهضة. وتعود نشأة الجهاز السري التابع لحركة النهضة إلى الثمانينات من القرن الماضي حيث كشف المنصف بن سالم القيادي السابق لحركة النهضة و الإتجاه الإسلامي وهو الإسم القديم للحركة بأن بن علي قد"سرق "جهدنا الإنقلابي"أي أن بن علي قام بإنقلاب 7نوفمبر1987 على بورقيبة قبل يوم واحد من الانقلاب الذي حضر له الجهاز السري لحركة الإتجاه الإسلامي في8 نوفمبر1987.



وقد قال بن سالم أن حركةالإتجاه الإسلامي خططت إلى قلب حكم بورقيبة من خلال جهازها السري الذي إخترق المؤسسة الأمنية والعسكرية مضيفا" المجموعة تكونت بسرعة خیالیة وضمّت عددا من العسكريين من شتى الرتب ومن رجال الأمن بكل أصنافھم و من المدنیین، و وضعت المجموعة لنفسھا ھدفا واحدا ھو إزاحة بورقيبة و من سار في دربه في الحكم، أما وسائلھا فھي سلمیة إلى أبعد حد ممكن و لذلك تم جلب 5000 مسدس غازي من الخارج قمنا بتجربتها على أنفسنا للتأكد من عدم إلحاق الضرر بالمستھدف، و كان دور المسدس ھو تحیید المستھدف لمدة نصف ساعة، أما وسائل الدفاع الأخرى من الأسلحة النارية و الدبابات والطائرات العسكریة فتكون بید رجال المجموعة. و ما لم يكن ذلك يتم تحييده قبل بدء العملية بساعات محسوبة و مدققة، اخترنا أن تكون العملیة أفقية أي تعتمد على العنصر القاعدي أكثر منه على القیادات. كما خططنا لدمج المدد المدني في الساعة الثانية و الثالثة من البدء."


ولقد شارك المنصف بن سالم في تكوين الجهاز السري لحركة الاتجاه الإسلامي(حركة النهضة حاليا) كل من السيد فرجاني وصالح كركرو الصحبي العمري وقيادات أخرى بارزة في الحركة كما يعد فتحي معتوق وهو قيادي بارز في الجهاز السري متورطا في تفجيرات نزل سوسة والمنستير في أوت 1987.،وقد كان التّنظيم يشتمل على حوالي 164 عنصرا بين عسكريّين وأمنيّين وأعوان ديوانة ومدنيين.


كشفت الوثائق الخاصة التي قدمتها لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، خلال عرضها لمجموعة من الوثائق والمعلومات عن علاقة حركة النهضة بالاغتيالات السياسية داخل "التنظيم السرّي للحركة " بقيادة رئيسها راشد الغنوشي وبمساعدة 4 قياديين وهم كل من مصطفى بن خذر ورضا الباروني ، خالد التريكي وكمال علالي وقد أثبتت الوثائق التي أثارت جدلا كبيرا في الساحة السياسية التونسية تورط حركة النهضة من خلال جهازها السري في الإغتيالات وأحداث العنف التي شهدتها تونس منذ وصول الإخوان إلى سدة الحكم.

لعب الجهاز السري دورا محوريا في تشكيل التنظيمات الإخوانية فبان بالكاشف أن النزعة الفاشية واليمينية المتطرفة للإخوان المسلمين تطغى على الجانب الديني والعقائدي لهذه التنظيمات.

بوتين في مواجهة النازيين الجدد

  بوتين في مواجهة النازيين ال جدد       بقلم إيهاب الغربي لعب الستراوسيون دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية منذ سنة 2014 إلى حد الآن،  تعتبر ...