samedi 25 août 2018

دروس من العشرية السوداء في الجزائر


دروس  من العشرية السوداء في الجزائر

سنوات العشرية السوداء



بقلم إيهاب الغربي


تعتبر العشرية  السوداء ذكرى مؤلمة لكل جزائري وكابوسا يصعب محوه بسهولة  من مخيلة الجزائريين الذين احترقوا بنار الإرهاب  وشهدوا لأكثر من 10 سنوات صراعا داميا بين النظام الجزائري  و الإسلاميين.


فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات البرلمانية سنة 1991 جعل الجيش الجزائري يقوم بالغاء الانتخابات التشريعية و حل الجبهة الاسلامية وهو ما اعتبرته الجبهة الاسلامية تحديا صارخا من النظام وبدأت عملياتها المسلحة ضد جبهة التحرير وقد استغلت قوى الإسلام السياسي التي كانت دائما في خدمة المخابرات الأمريكية الازمة الداخلية في الجزائر لاشعال نار الحرب والدمار في الجزائر ومنها جماعة التكفير والهجرة التي تنتهج نهج الخوارج في تكفير كل ما يخالفها وهي اخوانية المنشأ باعتبار أن مؤسسها شكري مصطفى هو احد اعضاء الاخوان المسلمين .

وقد ارتكبت الجماعة الاسلامية المسلحة الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ مجازر لا تحصى ولا تعد بقيادة عنتر زوابري وكان الشاب حسني مطرب جزائري أحد ضحايا هاته الجرائم. ولم تميز هذه المذابح بين كبير وصغير او بين ذكر وانثى وكانت في منتهى الوحشية وقد كان للجماعة الاسلامية المسلحة اليد الطولى في هذه الجرائم ، و الغريب ان الغرب ومنظماته العميلة للمخابرات الامريكية كان يتهم الجيش الجزائري بارتكاب هذه المجازر وهي اتهامات مشابهة لما يتهم به للغرب الجيش السوري اليوم وكأن السيناريو يعيد نفسه ومطامع الغرب في تفكيك بلداننا هي نفسها علما وان الجماعة الاسلامية المسلحة قد أعلنت رسميا مسؤوليتها عن ارتكاب هذه المجازر.


وقد استمرت هذه الحرب الاهلية 10 سنوات لتحصد عشرات الآلاف من الشعب الجزائري و لم تتم المصالحة إلا بقدوم عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم وتوصله الى اتفاق مع الجبهة الاسلامية للانقاذ الى نزع  السلاح وقامت الجبهة الاسلامية للانقاذ بنزع السلاح بالكامل في يناير 2000.
وقضي نهائيا على أخطر منظمة إرهابية الجماعة الاسلامية المسلحة في فبراير 2002 بمقتل زعيمها عنتر زوابري وهو ما سمح لبوتفليقة  بالعفو عن عباسي مدني وعلي بلحاج قائدا الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وهو ما رفع شعبية بوتفليقة لدى الجزائريين بفوزه بولاية رئاسية ثانية سنة 2004 باعتباره منقذ الجزائر من حرب اهلية كان سببها الاسلام السياسي الذي يريد فرض أجندته بقوة السلاح مثلما فعل حسن البنا لفرض الشريعة الإسلامية بالعمليات الإرهابية
فإذا كان هؤلاء الإسلاميون الوهابيون  يعتبرون انفسهم مدافعين عن الدين فالدين  منهم براء. فكل ما يختزنه الإسلاميون من فكر هو ترديد  آيات قرآنية حرفت من سياقها أخرجتها لهم المخابرات الامريكية ليصبح هؤلاء في قاموس الغرب  تارة مجاهدين وطورا ارهابيين وافغانستان أكبر دليل على ذلك . لم يفهم هؤلاء الاسلاميون انهم مفعول بهم وليسوا فاعلين والخدعة دائما منطلية عليهم إلى يوم الدين وأنه لا سبيل إلى تأسيس خلافة إسلامية بمصالح غربية.

samedi 4 août 2018

كفانا من بورقيبة


كفانا من بورقيبة

Résultat de recherche d'images pour "bourguiba"




بقلم إيهاب الغربي

لشد ما صدمت تونس من رؤية أبنائها يستبدلون ابن خلدون بابن لادن ويعتبرونه أسطورتهم وقدوتهم كما ارتاعت تونس من رؤية إخوان حسن البنا يغزونها بقيادة حركة تدعي الإسلام من وراء جبة الإخوان وهي الزيتونية الشامخة.لم تكد تونس تستجمع قواها من هول ما رأت من طمس لهيبتها وهويتها حتى تستيقظ على جماعة بورقيبة الذين اختفوا هربا بجرائمهم ليعودوا لنا بعد 14 جانفي متلحفين ببورقيبة أملا في النجاة من حساب نصف قرن ولكن للأسف لا مهرب من الحقيقة.

لم يكن الحزب الدستوري القديم حزبا فولكلوريا، وإنما يعتبر ركيزة الحركة الوطنية.لقد كانت الحركة الوطنية قبل نشأة حزب الثعالبي حركة نخبوية شملت جمعيات لها بعد ثقافي أكثر منه سياسي كحركة الشباب التونسي التي تأسست سنة 1907 ضمت البشير صفر وعلي باش حانبة والثعالبي بالاضافة الى جمعية قدماء الصادقية.

كانت نشأة حزب الثعالبي ردة فعل من النخبة التونسية على تجاوزات فرنسا خاصة اثر أحداث الزلاج سنة 1911 واحداث الترامواي ،وقد تزامنت نشأة الحزب الدستوري التونسي مع الثورة البلشفية سنة 1917 في روسيا وقد تأسس الحزب سنة 1920 وبلغ عدد شعبه 70 شعبة وهو ما يدل على انتشار الحزب في كامل البلاد على عكس ما ادعى بورقيبة واتباعه.

استغل الجيل الجديد للحزب التونسي وجود الزعيم الثعالبي خارج البلاد للقيام بانقلاب جهوي ضد سيطرة رجال العاصمة على الحزب ،وكان بورقيبة على رأس هذا الانقلاب.كان كل هم بورقيبة أن يسحب البساط من ابناء العاصمة ليتحول الحزب الدستوري إلى ابناء الساحل، وقد نجح بورقيبة في إحداث انشقاق جهوي عن الحزب الدستوري.

بدأ بورقيبة مساعيه لتفكيك للحزب مستندا على جهته وقاموا سنة 1934 بالانفصال عن الحزب الاصلي لتكوين حزب الساحل .كان رد اصحاب الحزب الاصلي عنيفا وبقدر قيمة الخيانة التي قام بها أبناء الساحل لشيخهم الثعالبي. عاد الثعالبي سنة 1937 بعد رحلة مشرقية قام خلالها بالتعريف بقضية بلاده ليجد بورقيبة قد استحوذ على حزبه وقد نسبه الى الساحل.عاد ليجد نفسه وهو الذي صال العالم شرقا وغربا للتعريف بقضية بلاده متهما من خلال جماعة الساحل بالتعاون مع فرنسا.


لم يكن بورقيبة خلال الحرب العالمية الثانية مع الحلفاء ،بل ان بورقيبة كان أقرب  إلى المحور حيث ان هذا الرجل تفاوض مع حاكم ليون الألماني كلاوس باربي خلال فترة سجنه بحصن مون لوك والقى كلمة في روما تهاجم فرنسا.


كما أن بورقيبة لما عاد من السجن سنة 1943 حاول إقناع كل من المنصف باي ومحمد شنيق   والجنرال استيفا ممثل حكومة فيشي آنذاك التابعة لهتلر بقيادة حكومة في عهد المحور ولما جوبه  مقترحه بالرفض قام بورقيبة بتوزيع منشور باسم الحزب ينص على وقوف الحزب الدستوري الى جانب الحلفاء وذلك لتصفية حساباته لا غير.وهذا هو السبب الرئيسي وراء اصطفاف بورقيبة مع الحلفاء ولبس حنكته السياسية كما يدعي.

في المقابل،كان كل هم المنصف باي في ذلك الوقت العصيب في خضم أطوار الحرب العالمية الثانية هو حماية التونسيين من أعراض الحرب فرغم تعاطف مجموعة من رجال الحزب الدستوري مع الالمان الا ان المنصف باي اتخذ الحياد في موقفه من الحرب بدليل دفاعه  ببسالة عن يهود تونس. كان المنصف باي محبوبا من التونسيين لأنه آثر مصلحة الشعب على مصلحته الشخصية مثلما كان بورقيبة دائما وهو ما يفسر حب التوانسة اللامشروط لسيدي المنصف.

بدت القاهرة التي اكتشفها بورقيبة سنة 1945 زمن فاروق مختلفة تماما عن القاهرة التي عرفها غريمه صالح بن يوسف في الخمسينات حيث كانت قاهرة فاروق تحت سيطرة الإنجليز وتسودها الطبقة البورجوازية. تجمعت في مصر نخبة مناضلي المغرب العربي أمثال عبد الكريم الخطابي وعلالة الفاسي والشاذلي المكي .كان اهتمام بورقيبة فور وصوله إلى مصر منصبا على  نسج علاقات مع أمريكا الإمبراطورية الجديدة عند الغرب بعد 1945 وذلك من خلال قنصلها دولتل.كما أن بورقيبة الذي أتى من تونس الى القاهرة كممثل للحزب الجديد لم يكتف بهذا الاستفزاز لرفقائه في مكتب المغرب العربي بل ذهب الى حدود ابعد من ذلك من خلال اتصاله مباشرة بالسفارة الفرنسية بالقاهرة وتقديمه تقارير عن نشاطات مكتب المغرب العربي.

اغضبت تصرفات بورقيبة أعضاء مكتب المغرب العربي وأفضت الى عزله وفقدانه لاية شرعية حتى في حزبه.عقد سنة 1947 مؤتمر بالقاهرة انبثق عنه ما يسمى بلجنة المغرب العربي سنة 1948 وقد أسندت رئاستها إلى عبد الكريم الخطابي زعيم ثورة الريف في المغرب. كانت فكرة الخطابي تتمثل في أن يخوض أبناء المغرب العربي صراعا مسلحا موحدا تحت قيادة واحدة من اجل تحرير كامل أقطار المغرب  العربي.وكانت أهداف تكوين لجنة تحرير المغرب العربي كالاتي:

1 – المغرب العربي بالإسلام كان، وللإسلام عاش، وعلى الإسلام سيسير في حياته المستقبلية.
2 – المغرب العربي جزء لا يتجزأ من بلاد العروبة وتعاونه في دائرة الجامعة العربية، على قدم المساواة مع بقية الأقطار العربية أمر طبيعي ولازم.
3 – الاستقلال المأمول للمغرب العربي هو الاستقلال التام لكافة أقطاره الثلاثة تونس والجزائر ومراكش.
4 – لا غاية يسعى لها قبل الاستقلال.
5 – لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر.
6 – لا مفاوضة إلا بعد إعلان الاستقلال.

رفض بورقيبة التعاون مع الخطابي ومع لجنة المغرب العربي وهو ما زاد في عزلته وجعل الحبيب ثامر ويوسف الرويسي وكافة ممثلي الحزب الدستوري يتخلون عنه فالرجل أي بورقيبة متورط في علاقات مع السفارة الفرنسية والامريكية والرجل يتلقى الأموال من  حزب الدستور ومن مكتب المغرب العربي ويحولها الى حسابه الخاص كما أن بورقيبة مورط بعلاقات نسائية مشبوهة.

كان بورقيبة الوحيد الذي يرفض فكرة العمل المغاربي المشترك وفكرة الكفاح المسلح.كان الوحيد رغم ان الجميع كان في الضفة الاخرى. أصبح بورقيبة موضوع الساعة إذ لم يكف اتباعه ما فعله زهاء نصف قرن من الجرائم والظلم في حق تونس وتاريخها حتى يعيدوا لنا نفس المشهد وكأن شيء لم يكن.

بوتين في مواجهة النازيين الجدد

  بوتين في مواجهة النازيين ال جدد       بقلم إيهاب الغربي لعب الستراوسيون دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية منذ سنة 2014 إلى حد الآن،  تعتبر ...