vendredi 25 mars 2022

بوتين في مواجهة النازيين الجدد

 


بوتين في مواجهة النازيين الجدد





     بقلم إيهاب الغربي




لعب الستراوسيون دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية منذ سنة 2014 إلى حد الآن،  تعتبر هذه الفرقة من أتباع ليو ستراوس  الفيلسوف الألماني  الشهير(1899 - 1973) . ارتكب  الستراوسيون عدة جرائم منذ نشأتهم قبل نصف قرن. فما هو تاريخ هذه الفرقة وما مدى تأثيرها في الحرب القائمة حاليا في أوكرانيا ؟

 

 

هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصراحة الستراوسيين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وقد وصف بوتين حكام كييف بزمرة من المخدرين والنيونازيين، وهو ما يقودنا إلى الدور الذي لعبه أتباع ليو ستراوس في إنقلاب 2014 الذي أتى بالنازيين الجدد إلى الحكم.

 

  قام الفيلسوف ليو ستراوس، وهو ألماني من أصل يهودي سافر إلى الولايات المتحدة مع صعود النازية في ألمانيا بإنشاء فرقة صغيرة من التلاميذ الأوفياء . فسر ستراوس لتلاميذه أن الوسيلة الوحيدة لحماية اليهود من إبادة جديدة هي تكوينهم لدكتاتورية تابعة لهم.

 

 قام الستراوسيون بتشكيل فريق سياسي سنة 1972 تكون من  إليوت أبرامز، ريتشارد بيرل، و بول ولفويتز وهم من أتباع النائب الديمقراطي هنري جاكسون. وقد تعاملت هذه الفرقة مع مجموعة من الصحافيين التروتسكيين اليهود، وقد كانت المجموعتين على إتصال وثيق بوكالة الاستخبارات المركزيّة"C.I.A". تزوج الستراوسيون من بعضهم البعض وكونوا مجموعة تضم حوالي مائة شخص. 

 

 

خلال فترة حكم باراك أوباما، تواجد الستراوسيون ضمن مكتب نائب الرئيس جو بايدن.  لعب مُستشار بايدن في شؤون الأمن القومي جايكوب سوليفان دوراً اساسياً في حروب "الربيع العربي" وخاصة في ليبيا وسوريا، كما ركز أحد مُستشاريه أنطوني بلينكن  على أفغانستان، باكستان، وإيران.

 

 

قام الستراوسيون بتنظيم انقلاب على النظام في كييف سنة 2014، وقد لعب جو بايدن و فيكتوريا نولاند دورا رئيسيا في تنصيب النازيين الجدد في الحكم. لقد سعت حكومة يانوكوفيتش الوسطية في أوكرانيا خلال فترة حكمها الممتدة من 2010 حتئ 2014   إلى لعب دور وسطي لأوكرانيا  بين جارتها روسيا والولايات المتحدة. لكن واشنطن و بضغط من الستراوسيين  بزعامة فيكتوريا نولاند قادت انقلابا على النظام الأوكراني الشرعي لتنصيب النازيين الجدد في الحكم.

 

لعبت الولايات المتحدة دورا محوريا في إعادة النازيين إلى المشهد السياسي فعلى سبيل المثال  فيرنر فون براون، العالم الألماني النّازي الّذي أصبح مدير الناسا بالإضافة إلى  مستشار أدولف هتلر الخاصّ لشؤون النّظام الجديد في أوروبا  والتر هالشتاين الذي أصبح أوّل رئيس للمفوّضية الأوروبية. كما عملت شخصيات نازية كبيرة مثل كلاوس باربي ،الذي شارك في اغتيال تشي غيفارا،لحساب وكالة الاستخبارات المركزية"CIA".

 

إستخدمت " السي آي إيه"  النازيين خلال فترة الحرب الباردة، وقد اعتمدهم الرئيس رونالد ريغن لمضايقة الإتحاد السوفياتي ، لذلك كان من المنطقي أن تنظم السي آي إيه سنة 2007  مؤتمراً يجمع النّيونازيّين الأوروبيّين والجهاديّين الشّرق أوسطيّين المُعادين لروسيا. ترأّس النّازي الأوكراني دميترو ياروش والأمير الشّيشاني دوكو اوماروف المُؤتمر، كما حارب النازيون الجدد والجهاديون سويا في سبيل إقامة إمارة إتشكيريا الإسلامية عوض  الجمهورية الشّيشانيّة.

 

قام الناتو سنة 2013 بتدريب رجال ديمتري ياروش في فن قتال الشوارع في بولندا،ليتم إثر ذلك تجييشهم في عملية الانقلاب التي قادتها الستراوسية فيكتوريا نولاند  في أوكرانيا سنة 2014 ، والذي تم إثره تنصيب النازيين الجدد في الحكم.

 

دفع تواجد خمسة وزراء نازيّين في الحكومة الانتقالية منطقتَي دونيتسك ولوغانسك إلى تنظيم استفتاءين أدّيا إلى إعلان استقلالَيهما. إنتشرت الفصائل  النازية  على حدود الجمهوريّتَين الشّعبيّتَين الجديدَتَين ضمن وحدات عسكرية، موّل هذه الفصائل النّيونازيّة عرّاب المافيا المحلّيّة إيغور كولومويسكي.

 

قام كولومويسكي بصناعة رجل سياسي جديد عبر إخراج برنامج تلفزيوني "خادم الشّعب" كان الممثّل الرّئيسي فيه اسمه فولوديميرزيلنسكي .عندما انتخب هذا الأخير رئيسا تزامنا مع عودة الستراوسيين إلى الحكم في البيت الأبيض بعد إنتخاب بايدن رئيسا، تم إحياء ذكرى ستيبان بانديرا  قائد المُتعاونين مع النّازيّين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد تبنى زيلنسكي فكرة بانديرا الذي يرى أن الشعب الأوكراني هو بالأساس من أصل جرماني، وهو ما يعني استبعاد السلاف الأوكرانيين و إعتبارهم أقل شأنا من الجرمان. كما لعب الستراوسيون دورا مهما في التمييز بين الجنسين الجرماني والسلافي في أوكرانيا.

 

ارتكبت الفصائل النازية خلال سبعة سنوات جرائم مروعة في حق سكان الدونباس دون أن يحرك الغرب ساكنا رغم دعوة بوتين المتكررة للعودة إلى اتفاقية مينسك دون جدوى. كما عين زيلنسكي دميترو ياروش مستشاراً خاصّاً لقائد الجيوش فاليري زالوزنيه  بطلب من فيكتوريا نولاند. 

 

 

أعاد ياروش تنظيم النّيونازيّين، فكوّن منهم فرقتَين وعدّة مجموعات مُرابِطة في داخل المُدُن. أعطى ياروش الأمر بإطلاق هجومٍ واسعٍ ضدّ منطقة الدونباس وهو ما جر روسيا إلى التدخل عسكريا لحماية سكان الدونباس من النازيين.

 

نصب الستراوسيون النازيين الجدد في الحكم في أوكرانيا بهدف محاصرة بوتين ، لكن روسيا كقوة عظمى لا يمكن أن تصمت عن استفزازات حلف الناتو لها والرد المناسب للغرب لا يمكن إلا أن يكون عسكريا.


بوتين في مواجهة النازيين الجدد

  بوتين في مواجهة النازيين ال جدد       بقلم إيهاب الغربي لعب الستراوسيون دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية منذ سنة 2014 إلى حد الآن،  تعتبر ...